عالمية

ما مدى فعالية “أسطول الناقلات الأسود” الإيراني في الالتفاف على عقوبات واشنطن؟

Spread the love

Reuters
فيما تجذب قصة الناقلة الإيرانية “أدريان داريا-1” اهتمام الرأي العام، يركز الخبراء في مجال تتبع السفن اهتمامهم على مهمة أكثر صعوبة، وهي البحث عن باقي أسطول الناقلات الإيراني.

صحيفة أمريكية: 12 ناقلة إيرانية تحمل النفط إلى دول أخرى رغم عقوبات واشنطن
وأشارت وكالة “بلومبرغ” في تقرير نشرته اليوم الأحد إلى أن معظم الناقلات الإيرانية “دخلت إلى الظلام”، عقب تشديد واشنطن عقوباتها ضد طهران العام الجاري، من خلال إطفاء الأجهزة الخاصة بتحديد مكان تواجدها.

ودفع ذلك الخبراء إلى ابتكار أساليب جديدة أكثر تعقيدا لتقييم الحجم الحقيقي للصادرات الإيرانية، مع اختلافات ملموسة في تقدير كميات النفط الإيراني التي تدخل الأسواق العالمية بشكل سري.

ورجح المدير التنفيذي لشركة Petro-Logistics SA المختصة بتتبع الناقلات، ومقرها في جنيف، أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نجحت في تقليص الصادرات النفطية الإيرانية بشكل قياسي، إذ انخفضت هذه الصادرات اليوم بثلاثة أضعاف مقارنة بما كانت عليه في وقت سابق من العقد الجاري، موضحا أن الاختلافات الملحوظة في التقييمات تعود إلى أن بعض التقديرات تشمل كميات النفط التي تنقلها طهران إلى مخازنها الداخلية دون تصديرها إلى الخارج.

من جانبها، خلصت شركة Kpler التحليلية التي تتخذ من باريس مقرا لها، استنادا إلى صور فضائية وبيانات جمركية ووثائق من الموانئ، إلى أن إيران تمكنت من الحفاظ على الصادرات المحدودة إلى الصين، أكبر مشتر لنفطها، وكذلك تركيا وسوريا، وذلك مع استخدام أساليب مختلفة لإخفاء عملياتها، مثل نقل شحنات النفط من سفينة إلى أخرى.

لكن حملة الضغط الأمريكية أثمرت، حسب الشركة، إذ تقلصت الصادرات الإيرانية بـ90% حتى 400 ألف برميل يوميا منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في مايو العام الماضي، حسب تقييمات الشركة.

ورجحت كبيرة المستشارين في شركة SVB Energy، ومقرها في واشنطن، سارة واخشوري، أن الصادرات الإيرانية الحقيقية أقل من هذه التقييمات، ولا تتجاوز 100 ألف برميل يوميا تقريبا، حسب رأيها.

وفي تناقض مع هذه التقييمات، أقر المدير العالمي للاستخبارات النفطية في شركة Genscape الأمريكية، ديفين غيوغيغان، بأن طهران “تؤدي عملا أفضل مما توقعه أحد” فيما يتعلق بتسليم نفطها إلى أطراف أخرى مع الالتفاف على العقوبات الأمريكية.

وأكدت هذه الشركة، استنادا إلى صور فضائية أيضا، أن إيران تنفذ أعمال الحفر على قدم وساق في حقولها الجديدة بمنطقة غرب قارون، خالصة إلى أن مستوى إنتاج النفط في إيران حاليا يبلغ 3.9 مليون برميل يوميا، ما يقل بـ 15% فقط عن معدلات الربع الأول من عام 2018.

وحسب تقييمات الشركة، تتراوح الصادرات الإيرانية بين 500 ألف ومليون برميل يوميا، لكن طهران لا تبيع كل الكميات الإضافية من نفطها بل تنقل جزءا ملموسا منها إلى مخازن متعددة في أراضيها، بما فيها تحت أرضية، وطافية، ما سيضمن صمود الصناعة الإيرانية على مدى وقت طويل، حسب رأي غيوغيغان.

لكن مهما كانت الاختلافات بين الخبراء، إلا أنهم جميعا متفقون بشأن نقطة واحدة، وهي أن الولايات المتحدة لم تحقق بعد هدفها المعلن لتقليص الصادرات النفطية الإيرانية إلى نقطة الصفر، وأن تدفق الذهب الأسود من الجمهورية الإسلامية إلى الخارج لا يزال مستمرا.


Spread the love

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *