أمام حضور جماهيري كبير قدمت بقاعة الفن الرابع بالعاصمة مساء الجمعة الماضي 26 أفريل العرض الأول لمسرحية “الخربة” لناصر العكرمي.
العمل هو تجربة أولى للثنائي معز ومريم شعبان ، والد وابنته يتقاسمان الركح ويحققان حلما من أحلامهما المشتركة.
ممثلان يطآن بقلبيهما الركح للمرة الأولى ، وتكون النتيجة مرضية ، مع نفس إبداعي واضح على مستوى التقمص والتفاعل.
خاض عرض “الخربة” في واقع تونس المعيش، بمتناقضاته وزلاته ورهاناته الحاضرة، تلك الرهانات التي تمس جوهر المسائل النفسية والاجتماعية والسياسية، نتحدث عن واقع نفسي متأزم ، وواقع اجتماعي وسياسي عسير، لا شيء ينبئ بأن شاطئ الأمان قريب.
من خلال حوار بين سندة ووالدها سلومة الهاربان من وطأة الحياة وقساوتها إلى بناية مهجورة (خربة) ، نكتشف عمق الاختلاف بين رجل مهزوم يعتريه الخوف من المستقبل، وابنته الحاملة لشعلة الحياة والمؤمنون بالتغيير والقدرة على الصمود وسط العاصفة.
يحاول كل منهما إقناع الآخر بأن وضع عيشها في “الخربة” هو وضع مؤقت ، وغدا تشرق الشمس ويستعد كل الناس لبناء بيت جديد.
بدت مريم شعبان جد متمكنة من النص واخلاجاته، وكتجربة أولى لها في الأداء الركحي يمكن اعتبارها مستقبل ممثلة قادرة على احتواء الإحساس وترك بصمة ولفت النظر.
استطاع الناصر العكرمي من خلال ثنائية الضوء والعتمة خلق جو رمادي مزعج للمتقبل، يحثه على التفكير والبحث عن المخرج، فيما بدت شخصية سلومة مؤمنة بأنه لا خلاص ولا أمل في غد وتجار وقراصنة الحياة يدمرون أحلام الناس.
“الخربة” هي بحث في حلول لهذا التأزم المحيط بنا ،هي غوص صادق في بحار خيبة اللحظة وانحسار الأمل في غد أكثر إشراقا.