أشرف رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، يوم الخميس 18 أفريل 2019 بقصر قرطاج، على موكب الإحتفال بالذكرى 63 لعيد قوات الأمن الداخلي تحت شعار “قوات الأمن الدّاخلي: عيون ساهرة لحماية الوطن”.
وبعد تحية العلم على أنغام النشيد الوطني وأمام تشكيلات من مختلف قوات الأمن الداخلي توجه رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بالأمر اليومي التالي :
بسم الله الرحمان الرحيم
أيّها الإطارات،
أيّها الضّباط وضبّاط الصّف والأعوان،
نحيي اليوم بكلّ فخر واعتزاز الذّكرى الثّالثة والستين لعيد قوات الأمن الدّاخلي تحت شعار “قوات الأمن الدّاخلي: عيون ساهرة لحماية الوطن”.
نعيش هذه الذّكرى وتونس تواصل السير قدما في تجربتها الفريدة على طريق الانتقال الدّيمقراطي وتركيز أسس الجمهورية الثّانية.
ويطيب لي بهذه المناسبة أن أتقدّم بأحرّ التّهاني إلى كافّة الإطارات والأعوان العاملين بمختلف وحدات الأمن الوطني والحرس الوطني والحماية المدنية والسجون والإصلاح، وأن أعرب لهم عن خالص تقديري لما يبذلونه من مجهودات وتضحيات لمساندة الخيار الدّيمقراطي للشّعب التّونسي والسّهر على دعم مناخ الأمن بالبلاد وحماية الوطن من كلّ المخاطر والتّهديدات، وهي كما نعلم جميعا من الشّروط الأساسية لتقدّم مسيرة ترسيخ مقومات الدّولة الدّيمقراطية وتنميتها.
ونستذكر بكلّ خشوع وإجلال ونحن نحتفل بهذه الذّكرى المجيدة شهداء قوات الأمن الدّاخلي والمؤسّسة العسكرية الذين وهبوا أرواحهم الزكيّة فداء للوطن وذودا عن سلامته واستماتة في حمايته من الإرهاب الذي يريد إرباك المسار الدّيمقراطي ببلادنا.
وإنّي أجدّد بهذه المناسبة التّعبير عن مشاعر المواساة لعائلات الشّهداء والتّمنيات للجرحى والمصابين بالشّفاء العاجل، مؤكّدا لهم جميعا أنّ الدّولة لن تدّخر جهدا في رعايتهم والإحاطة بهم، وليس ذلك بِمِنَّةٍ بل هو أقلّ واجب يمكن أن تضطلع به المجموعة الوطنية تجاههم.
أيّها الإطارات،
أيّها الضّباط وضبّاط الصّف والأعوان،
نحتفل بالذّكرى الثّالثة والستين لعيد قوات الأمن الدّاخلي أياما قليلة بعد نجاح تونس في احتضان أشغال القمّة الثّلاثين لجامعة الدّول العربية. وقد ساهمت قوات الأمن الدّاخلي مساهمة فعّالة في تأمين تنظيم هذا الحدث الإقليمي الكبير، وهي تستحق على هذا الجهد كلّ الشّكر والتّقدير.
وتتميّز هذه السّنة، التي نتمنى أن تكون سنة خير وبركة على تونس وشعبها، بموعد وطني على غاية من الأهميّة ألا وهو موعد الانتخابات التّشريعية والرّئاسية التي ستكرّس التّمشي الدّيمقراطي الذي اختار الشّعب التّونسي انتهاجه.
كما نحتفل بهذه الذّكرى، والمؤسّستان الأمنية والعسكرية تواصلان العمل من أجل رفع تحدّي تكريس الأمن والاستقرار في كامل ربوع البلاد ولا سيّما من خلال خوض معركة التّصدي للإرهاب والحدّ من مخاطره، وذلك توفيرا لأفضل ظروف الانتعاشة الاقتصادية المنشودة.
وأدعو بهذه المناسبة إلى مزيد الإحاطة بالأعوان وتعميق شعورهم بالواجب في صيانة مكاسب المجتمع وفي التعاطي مع المواطنيـن في كنف الالتزام باحتـرام الدّستور والقانون وحقوق الإنسان والحرّيات الفردية والعامّة.
كما أؤكّد على أهميّة المثابرة على دعم جاهزية الوحدات الأمنيّة لمواجهة كل الأخطار المحدقة بالبلاد وتحديث أساليب التّكوين والتّأهيل والتمسّك بناصية التّطوّر التّكنولوجي، حتّى يرتقي عمل مختلف الوحدات إلى أعلى مستويات العمل الأمني العصري.
وإنّي أثمّن كلّ الجهود المبذولة في مجال دعم أوجه الرّعاية الاجتماعيّة بأفراد قوّات الأمن الدّاخلي في مختلف المجالات الصحيّة والنّفسية والاجتماعية والسّكنية بما في ذلك العمل على تطوير الإحاطة بمتضرّري حوادث الشّغل والأمراض المهنيّة من إطارات وأعوان قوّات الأمن الدّاخلي.
ويقيني راسخ بأنّ كلّ الوحدات العاملة بأسلاك الأمن الوطني والحرس الوطني والحماية المدنية والسجون والإصلاح تُدرك جسامة المسؤوليات الموكولة إليها في توفير مقومات الأمن والأمان والتّنمية والازدهار لتونس وشعبها.
عاشت تونس عزيزة منيعة أبد الدّهر،
وكلّ عام وأنتم بخير.
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وتولى رئيس الجمهورية منح شارات الرتب والأوسمة لثلة من أعوان قوات الأمن الوطني.
حضر الموكب بالخصوص رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر ورئيس الحكومة يوسف الشاهد وعدد من أعضائها وثلة من إطارات وزارة الداخلية والقيادات الأمنية.