بعد مرور عشر سنوات على آخر حفل له في مهرجان قرطاج الدولي سنة 2014، عاد المغني السنغالي الشهير “يوسو ندور” ليعتليَ مسرح قرطاج في سهرة 15 أوت ضمن فعاليات الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي، حيث قدّم عرضا يليق بمكانته كأحد أبرز نجوم الموسيقى الإفريقية في العالم، وذلك أمام جمهور كبير من الجالية السينغالية والافريقية المقيمة بتونس، إلى جانب عدد كبير من التونسيين من عشاق الموسيقى الافريقية.
بعد تقديمه من قبل أحد أعضاء فرقته، اعتلى يوسو ندور مسرح قرطاج مصحوبا بمجموعته الموسيقية التي أبهرت الجمهور بتنوع آلاتها الموسيقية وتكامل أدائها اذ تميزت باستخدام مزيج متناغم من الآلات الحديثة مثل الغيتار والباس والدرامز، والتقليدية مثل آلة “الجيمبي” الإفريقية، والتي أضفت على العرض عمقا ثقافيا وأصالة فنية.
ولم يقتصر التميز على الإيقاعات الموسيقية فحسب، فقد تألق أعضاء الفرقة بأزياء مستوحاة من الثقافة الإفريقية التي تجسدت في الألوان والأنماط التقليدية لتلك الثقافة الغنية فكان لهذا الظهور رمزية ورسالة قوية تعبر عن فخرهم بهويتهم وارتباطهم العميق بجذورهم كما كان العرض احتفالا نابضا بالثقافة الافريقية.
وعلى مدى 90 دقيقة، قدم “يوسو ندور” باقة من أغانيه التي جمعت بين أسلوب الـ “مبالاكس”، وهو نوع موسيقي سنغالي شهير يمزج بين النمط التقليدي والإيقاعات الموسيقية العالمية الأخرى مثل الريغي. وأدى هذا المغني الملقب ب “أمير داكار الصغير” باقة من الأغاني التي تمجّد افريقيا ووطنه السينغال وتدعو إلى الثورة والتغيير والحرية وإلى السلام والحب