يقدّم المركز الوطني مساء السبت 10 فيفري 2018 على الساعة السادسة مساء ( 18:00) العرضّ الأوّل لآخر إنتاجاته و هي مسرحيّة عرائيسيّة بعنوان “في العاصمة …”، يأتي عرضها احتفالا بمرور 25 سنة على تأسيس المركز الوطني لفنّ العرائس.
” في العاصفة…”تمثّل أولى الأعمال المسرحيّة الموجّهة للكهول في تاريخ المركز الوطني لفنّ العرائس، وهي مسرحيّة مقتبسة عن نصّ الملك لير للمسرحي الإنجليزي وليام شكسبير بدراماتوجيا و إخراج المسرحي حسن المؤذّن.
المسرحيّة من إنتاج المركز الوطني لفنّ العرائس بدعم من وزارة الشؤون الثقافيّة و بإدارة إنتاج لمدير المركز حسّان السّلامي، يحرّك عرائسها كلّ من أيمن النخيلي و نهاد التواتي و فاطمة الزهراء المرواني و هيثم ونّاس و بلال الجلاصي و وائل باتي و فارس العفيف و عبد السلام الجمل و محمد أمين الكسوري و امين المليتي بسينوغرافيا لوليد السعدي و توظيب ركحي لـلميّم الرحّالي فيما تكفّلت ورشة المركز الوطني لفنّ العرائس بصنع الديكور و المتمّمات والعرائس.
و تحكي المسرحيّة العرائسيّة حرمان الملك ” ديـــوب ” إبنتـه الصّغــرى ” ساماتــا ” من نصيبهــا في المملكـة لإمتناعها عن تملّقـــه ومُحَابَاتــه. إلاَّ أنَّ ” تيمــورا ” و ” نياماتـــا ” اللّتيـن تعهّــدتــا بإيوائــه ورعايتــه تخونــان العهـــد، وتحجّــران عليه ، فيلجــأ إلى الهــروب بمساعــدة أوفيــاء لــه، ويجــد نفســه في العاصفــة والعــراء حتّــى يشــرف على الجنـــون.
ولا يختلف مصيــر النبيــل ” كـــوام ” عن مصيــر ” ديــوب ” إذ يغــدر به إبنــه غير الشرعيّ “سنغـــو” ، طمعــا في الاستئثــــار بإرثــه على حساب أخيــه الشرعــيّ ” بنغـــو ” .
تتواصل أحداث المسرحيّة وتحــاول ” نياماتــا ” و ” تيمـــورا ” التخلــص من ” سامــاتــا ” ، وتدّق طبول الحرب، لتنتهــي “نيــامــاتــا ” مسمومــة ، و ” تيمــورا ” منتحــرة ، و ” سنغـــو ” مقتــولا في مبارزة ضــدّ أخيــه ” بنغــو” .
تمــوت ” ساماتــا ” بدورها، ويزفــر ” ديــــوب” زفرتــه الأخيــرة كمدا على إبنتــه ، وتبقــى المملكــة لجيل جديد من الحكـــام…
في العاصفـــة
عن ” الملك ليــر ” لوليــام شكسبيــر
إنتــاج عرائســيّ للكهــول
جانفـي 2018
إنتـــاج : المركز الوطني لفنّ العرائس بدعم من وزارة الشؤون الثقافية
دراماتورجيــا وإخـــراج : حســن المـــؤذن
سينوغرافيـا : وليــــد الوسيعــي
تزويــق وقيافـــة : سنــاء الهمــادي
مــلابــس : عبد السّــلام الجمــل
إضــاءة ومعالجة الشريط الصوتي : معــز العبيـــــدي
تنفيــذ الإضــــاءة : أيمـــن الشـــورابــــي
إدارة الإنتـــاج : حسّـــان السّلامـــي
كتابــة الإنتـــاج : مفيــــــدة بن عمـــر.
أداء وتحريــــك : أيمـــن النخيلــي ـــــ نهــاد التواتــي ـــ فاطمة الزهراء المرواني ـــــ
هيثــم ونــاســي ـــــ بلال الجلاصـي ـــ وائــل بانــي ــــ فارس العفيــف ـــ
عبد السلام الجمــل ـــ محمد أميــن الكســوري ــــ أمــال المليتـــي.
توضيب ركحــي : لميّــــم رحالـــي ــــــ سامــي الماجــري.
توثيق سمعي بصري : مهــــدي السويســــي.
صنـع الديكور والعرائس والمتمّمات : ورشــة المركز الوطني لفنّ العرائس.
” في العاصفــة … ”
الملخــص
يحــرم الملـك ” ديـــوب ” إبنتـه الصّغــرى ” ساماتــا ” من نصيبهــا في المملكـة لإمتناعها عن تملّقـــه ومُحَابَاتــه. إلاَّ أنَّ ” تيمــورا ” و ” نياماتـــا ” اللّتيـن تعهّــدتــا بإيوائــه ورعايتــه تخونــان العهـــد، وتحجّــران عليه ، فيلجــأ إلى الهــروب بمساعــدة أوفيــاء لــه، ويجــد نفســه في العاصفــة والعــراء حتّــى يشــرف على الجنـــون.
ولا يختلف مصيــر النبيــل ” كـــوام ” عن مصيــر ” ديــوب ” إذ يغــدر به إبنــه غير الشرعيّ “سنغـــو” ، طمعــا في الاستئثــــار بإرثــه على حساب أخيــه الشرعــيّ ” بنغـــو ” .
تحــاول ” نياماتــا ” و ” تيمـــورا ” التخلــص من ” سامــاتــا ” ، وتدّق طبول الحرب، لتنتهــي “نيــامــاتــا ” مسمومــة ، و ” تيمــورا ” منتحــرة ، و ” سنغـــو ” مقتــولا في مبارزة ضــدّ أخيــه ” بنغــو” .
تمــوت ” ساماتــا ” بدورها، ويزفــر ” ديــــوب” زفرتــه الأخيــرة كمدا على إبنتــه ، وتبقــى المملكــة لجيل جديد من الحكـــام…
كلمـة المنتــج
المسرح بكل ما لديه من قوّة ومهابة، وبكلّ ما لديه من قدرة على استيعاب اللامحدود ومن ضمّ المتضادّات وفرض قوانينه الخلاّقة، هو أكبر وأهمّ دائما مما يبدو عليه. لأنه يباغت ويتجدّد ويتعامل مع حدود المطلق فلا يتوقف عن تمرير الدّهشة إلى المتلقّي.
الدهشة التي تتجلى في أبهى نقائها داخل عالم الطفولة. لكن فنّ العرائس أيضا ليس حكرا على الأطفال ولا الدّهشة ببعيدة عن انفعالات البالغين فالعروسة المصنوعة من خشب أو ورق وغيره ليست مُداهنة. تتنكّر لتعلم أنها مجرّد تشخيص وأنها غير حقيقية.. بل هي تحدٍّ جريء للمتلقّي. إلى متى يمكنه البقاء بعيدا عن التصديق والتّفاعل ؟ إلى متى يمكنه تجنّب كبت عاطفة ما تجاه قطعة خشب تتحرك وتبكي وتفرح وتغزو انفعالاته وتدهشه ولها قدرة على فعل ما هو أكثر من الإرباك أو الإبهاج.؟
قد يستطيع ممثّل بارع إقناعك أنّه لا يمثّل ويجذبك إلى عالمه وينجح في التأثير فيك..لكن الدمية تعلن أنها دمية. وفن العرائس هو فنّ مجاورة الخيال للواقع. وانصهار المادة مع الفكرة. لذلك فهذا العالم الخاص هو تركيبة فنيّــة محضــة.
ماذا إن كانت عبقريّة شكسبير حاضرة في هذا العالم العرائسي ؟ أيّة حياة ستملأ الركح وأيّة إمكانيات ستصبح متاحة ؟ وعندما تكون رائعة الملك لير هي روح العمل فعن أيّة مشاق يمكن الاستمتاع بترتيبها والتعامل معها ؟
القضايا والأبعاد ورموز الأحداث من أبوة مُهانة، وبنوّة ملوّثة بالدناءة، جشع ونكران، عطف وجحود، حب وعنف، سلطـة وتمرّد… ستلبس العرائس هذه القضايا وستعبّر بطريقة مختلفة تماما عن رؤية مغايرة للمتعارف عليه. وسيكون هذا خيارا إبداعيا يحيل بالضرورة إلى اجتماع كل شروط الخلق والتميّز والمفاجأة.. كما أنه خيار فيه انحناءة إجلال لعبقرية شكسبير الذي يحتفل العالم بمرور أربع مائـة سنة على رحيله. ليكون المشروع إجمالا هو تعامل مع حقيقة وجوهر المسرح بما هو فنّ متجدّد قابل للاكتشاف كلّ مرّة.
حسّــان السّلامـــي
مدير المركز الوطني لفنّ العرائس
كلمـة المخــرج
نريـد من إخراجنا لمسرحيّـة في العاصفـة عن الملك ليــر، خوض تجربة متفرّدة ، تتمثّــل في إنجاز عمل عرائسي كبير لصنف المشاهدين الكبار. إذ أنَّ مسرحنا، عدا بعض المحاولات النّادرة ـــ لم يطوّر هذا النّـوع من الإنتاجــات.
المكــان هو اللاّ مكان وكلّ مكــان بل قل هو مكان ما من القارة الإفريقيــة، والمشهــد هو الأرض، عنصر التراب، وقد دفقت عليها عناصر النّار والماء والهواء. الطبيعــة في جنون، والنّــاس كذلك، يفترسون بعضهم البعض كالضواري.
الشّعـــر الشكسبيريّ يتجلّــى، هنا، في كامل عنفوانــه. والفعــل المسرحيّ يدفع بالحدث إثر الحدث، بقوّة وعنف. وهما يتضافران معا لتصوير هذا المطهّــر الدنيويّ، فلا يبقـى في النهاية أمامنــا إلاّ الأرض قَـفـْـــَراء وداميـــة.
في البدايـة كان هناك مملكة وملك ذو قصر و وزراء وحاشيـة، ثمَّ لا يبقـى إلاّ شحّاذون أربعة، هائمـون في الفلاة، تصفعهــم العاصفة الغاضبة والأمطار المنهمرة : ديــوب المطرود ، وكايتــا المنفيّ ، وكــوام الّذي سملت عيناه، و بنغـو المنبوذ.
إنَّ هذا السّقوط إلى الهاوية قد يكون بطيئــا أو مفاجئا، إلاّ أنَّ صيرورة الإنحدار لا تتغـيّــر.
كلّ ما يميّز الإنسان من سلطة، ومكانة إجتماعيـة، وألقاب وأسماء… كلّ هذا يضيع، حتّى يُمسي الإنسان ظلاّ لنفسه، لا غير ــــــ وكأنّنا دمى في يد إله دمويّ خفيّ ــــــــ لكن هذا العالم الذي يصوّره شكسبير لا يخلو من ومضات إنسانيّة، تتميّــز بالتعاطف الإنسانيّ والشفقة : وفاء كايتــا للملك ديــوب، صوت المهرّج الذي هو صوت الضّحك الحكيم، شهادة سامـاتــا من أجل والدها، شجاعة بنغــو في مقاومة الشرّ… إنّنا فعلا في قبضة الرّعب، ولكنَّ تجربة التضحية والفداء ترتفع بنا إلى حيث يصبح الإنسان ممكنا.
إنّنــا نتصوّر الفضاء كفاعل دراميّ رئيسيّ يجمع بين المفردات المتحرّكة والجامدة، ويخلق العلاقات الممكنة بينها، ويصهر مختلف مكوّنات الخطاب في وحدة توليفيّــة جميلة ودالّـــة.
أمّــا من حيث الأداء ، فقد إخترنا تقنية تقوم على الجمع بين الممثّــل وقرينه ـــــ العروسة وإنّنــا نتصوّر هـذه العروسـة إمتدادا لجسد الممثّــل الحيّ، بمعنى آخر، هي بمثابـة التوأم الملازم لــه. لا يحتجب الممثّـــل وراء العروســة ليحـرّكهــا وكأنّــه يد القدر الخفيّــة، وإنّمـــا يربــط معها علاقــة جدليّـــة مثمرة. تفتــح على إمكانيّــات تعبيريّـــة تزعزع التقاليــد والشفرات المألوفــة. الممثّـــل والعروسة هما في علاقة تضاعف وتضايف ومواجهــة وتبادل للأدوار إلى حــدّ أنّــه بإمكاننا أن نتساءل : من منهما يجسّــد الشخصيّــة ؟ ومن يحرّك مــن ؟