أشرف السيد محمد الطرابلسي وزير الشؤون الاجتماعية صباح يوم الأربعاء 18 ديسمبر 2019 بالعاصمة، على افتتاح أشغال الدورة الثانية من المنتدى السنوي حول الهجرة الذي ينظمة المرصد الوطني للهجرة بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة تحت شعار “الهجرة في تونس بين الواقع والاستشراف” و ذلك في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمهاجرين و بحضور ممثلين عن بعثة الاتحاد الاوروبي بتونس و مكتب بعثة المنظمة الدولية للهجرة بتونس و ممثلي عدد من الوزارات والمؤسسات العمومية والمنظمات الوطنية والدولية ومكونات المجتمع المدني
و بين الوزير بالمناسبة ضرورة صياغة مقاربة استشرافية لظاهرة الهجرة التي تشهد تطورا ملحوظا في أغلب دول العالم و ذلك نظرا لتضخم حجمها وتشعب افرازاتها على جميع المستويات إلى جانب ما تخلفه من توتر وتأزم للعلاقات الدولية و ذلك في إطار مواكبة مختلف المستجدات في المستوى الوطني والاقليمي والدولي و المحافظة على حقوق الإنسان في كل أبعادها.
و بين الوزير أن التقارير الصادرة عن الامم المتحدة و عن البنك الدولي تشير إلى تضاعف عدد سكان افريقيا جنوب الصحراء مرتين ليبلغ 2.2 مليار نسمة ببلوغ سنة 2050 لتضم 90% من الأشخاص الذين سيعيشون تحت عتبة الفقر في العالم بحلول سنة 2030، مؤكدا أنها مؤشرات تستدعي ضرورة العمل المشترك من أجل إرساء شراكة دولية فاعلية ومتوازنة لتحقيق تنمية مستدامة في القارة الافريقية لضمان حسن حوكمة الهجرة والحد من آثارها.
و أكد الوزير أن قضايا الهجرة والتشغيل والتنمية تتصدر محاور التعاون المشترك وأصبحت من العناصر القارة على مستوى الحوارات واللقاءات الثنائية ومتعددة الاطراف مع مختلف شركاء تونس وبالخصوص دول الاتحاد الاوروبي من أجل اعتماد مقاربة توافقية ومتضامنة يسعى من خلالها الجميع الى ادراك أعمق لظاهرة الهجرة وتداعياتها بغرض إدماجها في سياساتها التنموية، مشددا على ضرورة دعم التنسيق والتعاون بين مختلف المتدخلين في مجال الهجرة بصفة مباشرة أو غير مباشرة من وزارات ومؤسسات عمومية ومنظمات وطنية ومكونات المجتمع المدني من أجل تبادل الآراء والخبرات واتباع الممارسات الجيدة.
من جهته بين السيد عبد الرؤوف الجمل مدير المرصد الوطني للهجرة أن هذا المنتدى يعكس علاقات الشراكة بين تونس و المنظمة الدولية للهجرة و استدامتها و التي تطورت من خلال التعاون في تطوير البحوث و الدراسات في مجال الهجرة النظامية و غير النظامية.
و من جهتها بينت ممثلة المنظمة الدولية للهجرة أن ظاهرة الهجرة تمثل واقعا يجب معالجته بين كل الأطراف و كل الدول و المنظمات الدولية و تطويرها من مشكلة إلى هدف يدعم التنمية في كل البلدان.
و تم على هامش المنتدى تنظيم معرض مخصص لتقديم اصدارات وانتاجات كل الاطراف الناشطة في مجال الهجرة.
كما تم بالمناسبة تقديم مداخلتين حول “النمو الديمغرافي وديناميكية الهجرة انطلاقا من مقاربة سوسيو ديمغرافية” و الهجرة والتعاون الدولي :المعطيات الجديدة وتحديات الحوكمة انطلاقا من مقاربة قانونية وجيوسياسية”.