تكريما للشاعر “منصف المزغني” كان الموعد مع الجلسة الثانية في المسامرة التي نظمها منتدى الفكر التنويري التونسي حول الشاعر “منصف المزغني” بعنوان “سحرية اللغة وسقف الكلام”، وذلك ليلة الثلاثاء 21 ماي 2019 بحضور عدد كبير من الشعراء والروائيين والأكاديميين.
“هو شاعر مختلف جدا، كلماته على بساطتها تملـك أبعـادا شاسعة، اليومي والمتروك والمهمل والمفارقة والـسخرية والحكاية موضوعات نصوصه، إلقاؤه للقـصيدة لا يـشبه غيره فهو يمنح متعة أخرى للنص الشعري عندما يكون مسموعا… هو شاعر من طراز خاص استطاع عبر مراكمة إنتاجه الشعري أن يشكل علامة فارقة في المشهد الشعري التونسي.”
بهذه الكلمات وصف سمير المسعودي رئيس الجلسة الفكرية الثانية، الشاعر التونسي المنصف المزغنّي، قبل أن يتحدث “خالد الغريبي” في مداخلته عن خصائص التجربة الشعرية للمزغني قائلا: “في دواوينه، يضعنا المزغني أمام تجربته الشعرية وجها لوجه، وهي تجربة مثيرة حقا، كتب قصائدها بخط يده فكانت تجسيدا صادقا لمفهوم الشاعر الحديث الذي يرى في القصيدة الحديثة لوحة فنية مكتملة، تجمع الخطوط إلى جانب المعنى” أما الصحفي “نور الدين بالطيب” فقد تحدث عن المزغني الشاعر والإنسان منذ تعرفه عليه في أعمدة صحيفة الرأي بداية الثمانينات في بدايات اكتشافه للأدب التونسي المعاصر.
وركزت الناقدة نزيهة الخليفي في مداخلتها على نصه الشعري “عيّاش” الذي تقول عنه “هذه القصيدة الطويلة التي صدرت سنة 1982، جاءت في 63 صفحة، وهي عبارة عن ملحمة درامية ولدت من رحم الواقع التونسي تصور تردّي الأوضاع السياسية والاجتماعيّة في السبعينات بعد الصدام الدموي الذي قام بين الحكومة واتحاد الشغل في أحداث 26 جانفي 1978. وما يميز هذه القصيدة الملحمية، شخصية عيّاش التي استشهدت على أيدي البوليس لما تركته من أثر كبير في نفسية الشاعر ووقع عميق في تلك الفترة التاريخية التي مثلت فارقا مهما في حياة الشعب التونسي والتي تحولت إلى رمز يجتاز الحدود الزمنية والمكانية لتتحول إلى أسطورة يخلّدها التاريخ.”
انقسمت المسامرة إلى جزأين فصلت بينهما قراءة شعرية للمنصف المزغني اختار فيها أن ينشد قصيدة “الشاعر والأرملة”: امرأة ترملت / في تونس الجديدة
فوجدت في عينها الدموع
ووجدت في قلبها / لحن الأسى
وفي الجزء الأخير من المسامرة قدم الأستاذ فاتح بن عامر مداخلة بعنوان “المنصف المزغني قارئا تشكيليا” فيما تحدث حافظ قويعة عن شعر المنصف المزغني بين قول السياسي وسياسة القول. لتنتهي المسامرة محتفية بالمزغني شاعرا وإنسانا يستحق الاحتفاء