بيان صحفي
بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الموافق للعاشر من ديسمبر من كل سنة، أطلقت منظمة “المادة 19” غير الحكومية الدولية بالشراكة مع وزارة التربية “دليلا بيداغوجيا” ومنصّة إلكترونية تفاعليّة” لـ “التّربية على حقوق الإنسان وتعزيز حرية التعبير ومناهضة خطاب الكراهية في الوسط المدرسي” التونسي.
وفي تصريح صحفي، قالت سلوى الغزواني مديرة مكتب منظمة “المادة 19” بمنطقة الشرق الأوسط، إن الدليل البيداغوجي والمنصة الإلكترونية تمّ إنجازهما بمقتضى اتفاقيتيْ شراكة إطارية وخصوصية أبرمتهما المنظمة في 2016 و2017 مع وزارة التربية.
وأوضحت أن الدليل البيداغوجي الذي تم إعداده ضمن تعاون بين خبراء “المادة 19” ومتفقدين بيداغوجيين بوزارة التربية، موجّه لتكوين المكونين والمدرسين والمنشطين والمتعلّمين في الوسط المدرسي.
ويهدف الدليل، وفق الغزواني، إلى “التربية على حقوق الإنسان كأساس لبناء المواطنة الفاعلة” و”المساهمة في إعلاء قيم العيش معا والحوار والتسامح والحق في الاختلاف” و”تكريس معاني الديمقراطية التشاركيّة في الوسط المدرسي” و”التوعية بأهمية حرية التعبير والحق في الإعلام والنفاذ إلى المعلومة وإقامة علاقة نقدية مع الميديا” و”تعزيز قدرة المدرسين والمتعلِّمين على رصد خطاب الكراهية في الوسط المدرسي، وتملّك منهجية التعامل معه ومجابهته والتوقي منه”.
وأضافت الغزواني أن “المنصة الإلكترونية التفاعلية” التي تمّ تصورها بناء على مقترحات تلاميذ بعدد من المدارس الإعدادية والثانوية في مناطق مختلفة من الجمهورية، موجهة لتلاميذ الإعداديات والمعاهد الثانوية الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاما، وأولياء التلاميذ، والمدرسين والمختصين (في علوم التربية والنفس والاجتماع..)، والمجتمع المدني.
وقالت إن المنصبة توفّر للتلاميذ فضاء يشجعهم على ممارسة حرية التعبير ويحصنهم ضد حطاب العنف عبر تدريبهم على رصده ومجابهته والتوقي منه.
تتوفر المنصة في نسختيْن اثنتين: الأولى باللهجة الدارجة التونسية، والثانية باللغة الانجليزية وذلك بناء على اقتراحات من التلاميذ الذين شاركوا في إعدادها، وفق الغزواني.
وتتكون المنصة من عدة أبواب تشتمل بالخصوص على ألعاب إلكترونية تربوية، ومواد تعليمية، ووحدة تكوين موجهة للمدرسين، وفضاءات للتفاعل والحوار بين التلاميذ والمدرسين والأولياء والمختصين.
ولاحظت المتحدثة أن “المؤسسة التربوية يجب أن تكون الحصن الأول للتوقي من خطابات التطرف والتعصب والتحريض التي تعجّ بها اليوم كثير من الفضاءات الإلكترونية غير الآمنة”.
وفي تعليقه على إطلاق الدليل البيداغوجي والمنصة الإلكترونية، أكد عادل الحداد مدير عام “المركز الدولي لتكوين المكونين والتجديد البيداغوجي” (تابع لوزارة التربية) أن التربية على حقوق الإنسان في المؤسسات التعليمية التونسية اليوم “ليس ملفّا بل قضيّة” لوزارة التربية.
وقال بأنّ الدّستور التونسي لسنة 2014 والمواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان هي “المرجعية الأساسية لإصلاح المنظومة التربوية في تونس”.
وأضاف “أمام تنامي مظاهر التعصب (..) فإن ما انتهينا إليه يؤكد ويؤشر على قصور ما في أداء المنظومة التربوية نعترفُ به من أجل تداركه، ولذلك لا نحتاج فقط إلى مزيد تنزيل حقوق الإنسان في المناهج والبرامج الدراسية وإنما نحتاج بالأساس إلى تغيير المقاربة المتصلة بحقوق الإنسان (..) بمزيد الانفتاح على المجتمع المدني والتعاون أكثر مع مكوناته من أجل إرساء الجمهورية الديمقراطية”.