بتكليف من سيادة رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، ألقى اليوم الأحد وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي كلمة تونس في الدورة الرابعة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي تعقد بالعاصمة اللبنانية بيروت.
وأكد وزير الشؤون الخارجية أن هذه القمة تعد خطوة جديدة على درب تحقيق رؤية عربية مشتركة تعمل على تعزيز البعد التنموي والاقتصادي في العمل العربي المشترك من أجل الاستجابة لتطلعات الشعوب العربية في تنمية متكاملة ومتضامنة.
وأشار خميس الجهيناوي أن اختيار الإنسان العربي محور التنمية شعارا للقمة يحمل دلالات عميقة وهامة في ظل الأوضاع الصعبة التي تردت فيها المنطقة العربية منذ سنوات وما تسببت فيه من مآسي إنسانية واستنزاف لمقدرات البلدان العربية، بما يؤكد الحاجة الملحة اليوم إلى ضرورة الاتفاق على رؤية مشتركة محورها الرئيسي المواطن العربي وهدفها الأسمى الإستجابة لاحتياجاته الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.
وإعتبر وزير الشؤون الخارجية أن الوطن العربي ورغم ما اجتمع عليه من خصائص الوحدة ومتطلبات التكامل وما يتوفر عليه من ثروات طبيعية وإمكانات هامة وطاقات بشرية مؤهلة لم يتمكن إلى حد اليوم من تحقيق التكامل الاقتصادي المنشود، مشيرا إلى أن الأزمات والتوترات التي تعرفها المنطقة أثرت دون شك على حجم التبادل التجاري والتدفق السياحي ومعدلات النمو في البلدان العربية وفاقمت من معدلات البطالة والفقر واستفحال ظاهرة اللجوء.
وذكر الوزير أن تجاوز الوضع الصعب الذي تمر به المنطقة العربية يتطلب إلى جانب دفع التسوية السياسية للأزمات القائمة مزيد تركيز الجهود المشتركة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية باعتبارها المدخل الأساسي لمناعة المجتمعات.
وذكر الوزير أن تجاوز الوضع الصعب الذي تمر به المنطقة العربية يتطلب إلى جانب دفع التسوية السياسية للأزمات القائمة مزيد تركيز الجهود المشتركة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية باعتبارها المدخل الأساسي لمناعة المجتمعات.
ودعا وزير الخارجية إلى ضرورة العمل على تشخيص المعوقات التي تحول دون بلوغ التكامل الاقتصادي العربي والعمل على بلورة رؤية تنموية متكاملة تأخذ بعين الإعتبار ظروف المنطقة وإماكاناتها.
وأشار خميس الجهيناوي أنه ومن منطلق الحرص على دفع التعاون والتكامل الاقتصادي والتنموي، ترحب تونس بالمشاريع والقرارات التي سيتم اعتمادها في القمة والمتعلقة بالطاقة والاستثمار والأمن الغذائي ومكافحة الفقر وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 وتفعيل دور القطاع الخاص والمرأة والشباب في الحياة الاقتصادية.
من جهة أخرى، ذكر وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي أن الارتباط الوثيق بين التنمية والأمن وفي ظل الأوضاع العالمية الراهنة التي لا مكان فيها إلا للتكتلات القوية والمتماسكة، تجدد تونس التأكيد على ضرورة تعزيز مقومات السلام والاستقرار في المنطقة بما يمكن من دفع علاقات التعاون والرفع من حجم الاستثمارات العربية البينية وتسيير حركة رؤوس الأموال في المنطقة، مشيرا إلى ضرورة تحرير مجالات التعاون الاقتصادي والتنموي من تأثيرات الأوضاع السياسية عبر إعتماد إستراتيجية واقعية تستند في مرحلة أولى إلى الحد الأدنى من المصالح المشتركة والأكيدة بين البلدان العربية وبما يضمن توفر مقومات الحياة الكريمة وخلق مواطن الشغل والأخذ بناصية العلوم والتكنولوجيات الحديثة وتحقيق الأمن الغذائي
.
وكان وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي قد أجرى على هامش أشغال قمة بيروت محادثات ثنائية مع عدد من نظرائه من الدول العربية الشقيقة تناولت فضلا عن آفاق التعاون الثنائي، استعدادات تونس الحثيثة لتنظيم وإنجاح الإستحقاق العربي القادم وحرصها على دفع العمل العربي المشترك وتعزيز التضامن العربي.