عالمية

المرأة تقارع المرآة

Spread the love

تنامت قضية المرأة منذ انتفاضة الخبز و الورد في بداية القرن الماضي و التي خلّدت هذا اليوم كيوم عالمي خاصّ بها . و تواصلت اللمحة الثورية و التغييريّة للواقع المعيشي للمرأة إلى غاية اليوم .
لكن هذا المكسب أصبح و بصورة عكسيّة يقلّل مم شأنها كإنسان . لتصبح الحريّة استنقاصا تاما من قيمة المرأة . بل أكثر من ذلك فقد عادت بضاعة مسجاة في المنابر الإعلامية و الومضات الإشهاريّة ووسيلة لجذب المشاهد حتى في الأفلام و المسلسلات .
فالصّورة العلنيّة للمرأة المتحررة و الحرّة و إثبات وجودها في كل المجالات لم يعد المطلب الأساسي .

. بل أنّ حضورها في أغلب المنابر الإعلامية و جل البرامج التلفزيّة بشتّى مجالاتها أصبح وافرا . لكن وفرة مطر الصيف التي لا تسقي زرعا و لا تبرد حرّا .
فالبرامج الترفيهيّة مثلا لا تحوي نساء عالمات بالكوميديا و لا تستوعب تلك الفئة التي تتميّز بالحس الفكاهي . فقط مجموعة نسائيّة تسجّل حظورها عبر المشاركة و تخضع إلى جملة من الاختبارات الجماليّة كوسيلة لاستقطاب المشاهد و تحقيق نجاح البرنامج . أو بطريقة أخرى عبر “ثقافة البوز” المتمثّلة في الأمور الشخصيّة كالعمر و عمليّات التجميل و المشتريات اليوميّة و قياس الأحذية أو لإشهار علامة تجاريّة معيّنة .
و من هنا نفتح باب الإشهار . الذي لا يترك بضاعة إلّا و سجّل حظور الجنس الأنثوي فيها . و لو كان المنتوج رجاليّا .
وما دامت الإعلانات عن المرأة تظهرها وكأنها سلعة مكملة للسلعة التجارية، التي يتحدث أو يعبر عنها الإعلان المعني، بما يحويه ذلك الإعلان  يحط من القيمة الإنسانية للمرأة، قد يكون المسؤول الأول عنه هو المعلن (الوسيلة الإعلانية( ثم يليه المعلن له، فقد جعل التساهل من قبل الرقابة الإعلامية أرباب الاستهداف يتمادون في المحظور بنشر الإعلانات المنتقصة من احترام موقع المرأة في الحياة عبر صناعة إعلانية قاتمة، يجني القائمون عليها مبالغ طائلة.
لكن المسؤولية الكاملة تتحملها المرأة في حد ذاتها . فالرابط الذي تشترك فيه هاته الأشياء هو اختياريته . حيث أنه ليس شيء ضروريا للحياة و لا حاجة ملحة و لكن النساء تنتهج هذا النهج بصفة اختيارية . فالصورة النمطية للمرأة التي تجسّدها المسلسلات . تقوم بتمثيلها امرأة . لتعبّر عن عيّنة من النساء قد يكنّ قلّة قليلة . و في هذه الحالة كان اختيارا منها لأداء هذا الدور و ليس إجبارا.
لذلك في خضم عالم الحقوق و الحريات و القوانين المؤيدة و جب على المرأة البدأ من نفسها و التوجه لذاتها التماسا لهذا الخلل و تجنّبا لكل ما يحط من مكانتها أو يمسّ كرامتها

 ؤسامة عبدالله


Spread the love

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *