في مشهد يعكس تحولاً نوعيًا في سياسات الدولة تجاه الشباب والرياضة، أشرف وزير الشباب والرياضة الصادق المورالي، يوم الجمعة 23 ماي 2025، على افتتاح أشغال “الندوة الدورية للمندوبين الجهويين”، معلنًا عن انطلاق مرحلة جديدة من الإصلاحات العميقة التي من شأنها أن تعيد رسم خارطة الرياضة والشباب في تونس.وذلك بحضور عدد من المندوبين الجهويين والمديرين والإطارات المركزية، اذ,لا تعتبر هذه الندوة مجرد لقاء إداري روتيني، بل مثّلت منصة لإطلاق رؤية وطنية شاملة وطموحة ترتكز على الحوكمة الرشيدة، الشفافية، والعدالة الجهوية في توزيع الفرص والمنشآت.
نهاية منطق “المشاركة من أجل المشاركة”
في خطاب مباشر، وجّه الوزير رسالة واضحة: “من اليوم، لا مكان للمشاركة الرمزية. الهدف هو التتويج وحصد الميداليات”. هذه الرسالة تجسدت في خطة علمية جديدة لتصنيف الرياضيين إلى ثلاث فئات: نخبة النخبة، النخبة، والنخبة الواعدة، ضمن عقود أهداف واضحة ومؤشرات أداء دقيقة. توجه يعكس إرادة سياسية في صناعة أبطال حقيقيين لا مجرد مشاركين في المحافل الدولية.
الجهات في قلب المشروع الوطني
الوزير أعلن عن مراجعة شاملة لمنظومة رياضة النخبة، تبدأ بتقييم مراكز التكوين في الجهات، وتنتهي ببرامج وظيفية تنطلق يوم 30 ماي الجاري، في إطار تنسيق محكم بين الهياكل الجهوية والمركزية، والبداية ستكون مع ألعاب القوى.كما سيتم تحيين خارطة المنشآت الرياضية والشبابية، استنادًا إلى مؤشرات ديمغرافية وتنموية، مع أولوية قصوى للمناطق المحرومة التي ظلت خارج دائرة الاهتمام لسنوات.
الرياضة للجميع… من الأحياء إلى البطولات
الجامعة التونسية للرياضة للجميع استعرضت رؤيتها المستقبلية، والتي تشمل إدماج الرياضات المستحدثة وتنظيم بطولة وطنية للأحياء، بهدف نشر ثقافة رياضية شاملة وتعزيز أسلوب حياة صحي في مختلف مناطق الجمهورية.
صيف استثنائي ينتظر الشباب التونسي
وفي بُعد اجتماعي وثقافي لا يقل أهمية، تم الكشف عن خطة موسعة للأنشطة الصيفية والسياحة الشبابية لسنة 2025، تستهدف المناطق الداخلية والمحرومة. الوزير شدد على أن هذه البرامج ليست مجرد ترفيه، بل أدوات للإدماج الاجتماعي وتعزيز الانتماء الوطني في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للشباب أفق 2035.
تونس تتحرك، وتتحرك بثبات نحو رياضة عادلة، شبابية، شفافة ومؤسسة على الكفاءة والتألق. والرسالة واضحة: النهوض بالقطاع يبدأ من الجهات، ويتحقق بإرادة جماعية ورؤية استراتيجية لا تعرف التراجع.