انطلقت بمعتمدية حاجب العيون من ولاية القيروان، فعاليات الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للمشمش، في الفترة الممتدة من 14 إلى 18 ماي 2025، وسط أجواء احتفالية مميزة وبمشاركة عدد من الفاعلين في المجالين الثقافي والفلاحي.
وصرّح مدير مهرجان حاجب العيون، محمد الطيب الشمانقي، لمراياةنيوز ان المهرجان يحمل في طيّاته رسالة لتعزيز إشعاع المنطقة والترويج لمخزونها الفلاحي الغني، وعلى رأسه فاكهة المشمش التي تُعدّ من أبرز خصوصياتها الزراعية. كما يسعى إلى دفع عجلة السياحة الداخلية والبديلة، عبر إبراز مميزات الجهة الطبيعية والثقافية.
وأشار الشمانقي إلى أن الدورة الحالية من المهرجان زخرت ببرنامج متنوّع يجمع بين الفنون والعروض التنشيطية والأنشطة الثقافية، فضلاً عن تنظيم ورشات وندوات علمية ترمي إلى فتح نقاشات ثرية وتعزيز التبادل المعرفي بين المشاركين.
برنامج ثقافي وعلمي متنوع
شمل البرنامج فقرات متنوعة جمعت بين العروض الفنية والتنشيطية، الورشات العلمية، الندوات التكوينية، والمعارض. وقد افتتحت التظاهرة بندوة فكرية من تنظيم المكتبة العمومية موجّهة للتلاميذ وأوليائهم حول “أهمية المطالعة في الحد من سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي”، إلى جانب ورشة تأسيسية لشبكة الإعلام والتنمية، تهدف إلى بناء مشاريع مشتركة.
وشهد اليوم الثاني معرضًا للطوابع البريدية، وندوة علمية بعنوان “تقنيات المعهد الوطني للزراعات الكبرى في التعامل مع التغيرات المناخية”، تلتها ندوة ثانية حول “دور الإعلام في دعم القضايا الاجتماعية والاقتصادية”، إضافة إلى قافلة مشروع “لنتحدث 360” بالتعاون مع إذاعة نفزاوة آف آم، ومجموعة من العروض الثقافية والورشات السينمائية المخصصة للأطفال.
أما اليوم الثالث، فقد تضمن ندوة حول “أهمية الشركات الأهلية في تحقيق التنمية المحلية”، ومعرضًا مخصصًا لهذه الشركات، إلى جانب دورة تكوينية للصحفيين في الصحافة الفلاحية والاقتصادية، وندوة حول تطوير قطاع المشمش في حاجب العيون، فضلًا عن عروض فروسية.
أنشطة ميدانية ومسابقات
توزعت الأنشطة الميدانية على مختلف أيام المهرجان، حيث تم تنظيم مسابقات في الأكلة الشعبية والمنتجات المحلية المعتمدة على المشمش، وورشات تشكيلية للأطفال، وتظاهرة تخييم وسط حقول المشمش في إطار ما سُمي بـ”سياحة التحول”. كما أحيا فوج الكشافة على الزواوي سهرة كشفية بجهتي الشواهية والجديعات.
اليوم الختامي: احتفال من المنتج إلى المستهلك
اختُتمت فعاليات المهرجان بسوق كبير لبيع المشمش ومنتجاته تحت شعار “من المنتج إلى المستهلك”، إضافة إلى عروض فنية لفرق الفنون الشعبية، عرض للأزياء التقليدية، معرض للمعدات والتقنيات الفلاحية، جلسة تصوير ملكات جمال للترويج للسياحة، حصة مطالعة في الحقول، معرض لمنتجات ذوي الإعاقة، معرض الحرفيين، وجولة بالدراجات الهوائية.
إنتاج قياسي وتحركات نشطة
تزامن المهرجان مع انطلاق موسم جني المشمش، الذي يشهد حركية استثنائية هذا العام، حيث قدّرت صابة المشمش بولاية القيروان بحوالي 18,200 طن، بزيادة 700 طن عن الموسم الماضي. وتعد الجهة أكثر من 580 ألف شجرة مشمش موزعة على مساحة 3000 هكتار تقريبًا، وتنتج أصنافًا عالية الجودة مثل الكاشي، الوردي، البيوضي، وخذ حليمة، خاصة في معتمديات السبيخة، الشبيكة، حاجب العيون، القيروان الجنوبية، وحفوز.