بعد عشر سنوات من التجربة الديمقراطية في تونس و ما افرزته من مئات الاحزاب و الاف الجمعيات يبدو المشهد السياسي اليوم سرياليا سمته العبثية حيث تحول العمل السياسي من الافكار و المشاريع و خدمة الشعب الكريم الى غرف مظلمة تحاك فيها المؤامرات و تشهر فيها حرب الملفات. فالسياسي اليوم في تونس في نظر المواطن البسيط هو شخص أناني و جشع وفاسد ولا يفكر إلا في الاستكراش و الاحتماء بالحصانة و بمؤسسات الدولة.
من المؤكد أن في هذا الحكم اجحاف اذ يوجد في الخبيث و الطيب في السياسة كما في غيرها من القطاعات لكن أن يصبح الفساد القاعدة في العمل السياسي و النزاهة و خدمة الشعب الاستثناء فحينها تصبح الديمقراطية و الدول و الشعب في خطر وهو ما نعاينه هذه الايام و الذي ينبأ أن الوضع في تونس مقبل على المجهول.
الاغلبية الصامتة و أنا منهم لن تبقى مكتوفة الايدي هذه المرة اذا تعالت الدعوات بأن تقول “يكفي” و ” ستوب” قبل أن تقول” ديغاج” لكل من يريد اتخاذ السياسة و الحصانة مطية للوصول الى غاياته أو للاحتماء من فساده.
بداية من هذه الايام سنكون قوة نقد و اقتراح نحن التونسيون بالمهجر و الذين نمثل ثقلا اقتصاديا و فكريا .هذه المرة سنعاود احتضان الوطن بمبادرة نجمع فيها الاف المهاجرين من مختلف البلدان و الاختصاصات بعيدا عن اللون السياسي او الانتماء الايديولوجي اذ ان انتماءنا و الايديولوجيا التي تحكمنا هي خدمة تونس في الداخل و الخارج حيث نسعى لان نضع على ذمة تونسنا الحبيبة عصارة المجتمع من الكفاءات المتشبعة بالعقلية الاوروبية و الغربية و سنتحد جميعنا في هيكل تنظيمي أفقي بعيدا عن الزعامة و المصالح الضيقة.
هي فكرة لاتزال في المهد و بالتأكيد ستظهر للعلن قريبا لان تونس تغرق وكل يوم ضائع يمكن ان يقلل من عملية انتشالها.
اننا مقترحون و سنكون فاعلين وبكم ومعكم سائرون .
و للحديث بقية