وطنية

انطلاق أشغال الندوة الدولية حول ترجمة مصطلحات الفنون

Spread the love

تواصلت كامل يوم الخميس 27سبتمبر اشغال الندوة الدولية التي ينظمها معهد تونس للترجمة حول “ترجمة مصطلحات الفنون” واستضاف لها محاضرين من تونس ومن البلدان العربية مثل مصر والمغرب ولبنان والأجنبية مثل الولايات المتحدة الامريكية                                                                             
وبعد ان تناول المحاضرون  في اليوم الاول محور “من كل شيء بطرف ” والمصطلح المسرحي بين التعريب والترجمة والتطبيق و تقديم مقترحات ترجمة المصطلحات المسرحية عند ادباء الرحلة بتونس في القرن التاسع عشر وبعد تقديم قراءة في الترجمات العربية الحديثة لكتاب ارسطو ” فن الشعر”والتي شفعت بنقاشات ثرية، اهتمت جلسات اليوم الثاني بمصطلحات الفنون التشكيلية، وقد حاضر فيها كل من الدكتورة ناليدا نصار من جامعة تافتس التجريبية بالولايات المتحدة الامريكية حول ” تمثلات الجنة في الفن الاسلامي، بين القراءة النصية والمجازية” والدكتور ناصر بن الشيخ استاذ فخري في علوم وتقنيات الفنون حول “التعريب ليس ترجمة: المصطلحات الخاصة بالمجال الفني نموذجا ” والدكتور شربل داغر من جامعة البلمند بلبنان حول ” الترجمة بوصفها اشكالية كلية لا قطاعية”
رسومات ومجسمات ومنمنمات الفن الاسلامي كنوز في المتاحف الغربية
تبين من خلال محاضرة الدكتورة ناليدا نصار ان تحريم الرسم والنحت والتصوير في فجر الاسلام خوفا مما قد توحي به من شرك وعودة لعبادة الاوثان وللاعتقاد بان هذه الفنون قد تمس بالعقيدة اكثر مما قد تبرزه من مكامن الجمال التي تبهج العين والروح لم يلحق ضررا جسيما بهذه الفنون التي لم يقطع معها المسلمون ووجدت وان كان ذلك بصفة متفاوتة حيث ان النحت كان ابرز المتضررين (التماثيل) اما بقية الفنون التشكيلية فتواصل انتاجها في المخطوطات وفي السجاد والنسيج والخزف وفنون التطريز..وقالت ناليدا ان تحريم تجسيد الانسان والحيوان ورسمهما بالنسبة إلى المسلمين لعدة قرون جعل الفنانين المسلمين يرسمون دون اظهار ملامح الانسان وصوروا الجنة مثلا دون ان يرسموا الحوريات ورسموا سيدنا محمد على البراق وهو ملثم ورسموا الملائكة ورسموا للجنة بابا هو باب السلام لتكون الجنة بذلك حديقة مغلقة على اهلها”                                                                   وأشارت ناليدا الى ان الفنون التشكيلية الاسلامية القديمة من رسومات ومجسمات ومنمنمات موجودة في المتاحف الغربية وهي في مرتبة الكنوز المحفوظة. كنوز يتعلمون منها وينهلون ويبنون على أسسها” ولاحظت أننا كعرب لا بد ان نشعر بالفخر والاعتزاز بفنوننا الاسلامية وبثرائها لأن لها خصائص وجماليات متفردة في خطوطها وألوانها.

وأكد الدكتور ناصر بالشيخ في مداخلته عن “التعريب ليس ترجمة: وضعية المصطلحات الخاصة بالمجال الفني” وجود فرق كبير بين ان نعرّب وان نترجم وخاصة في المجال الفني المرتبط بالسينما والدراما التلفزيونية والمسرح والفنون التشكيلية. وشدد على ضرورة امتلاك الباحث والمترجم والمشتغلين بالفن بصفة عامة للغة.

موضوع شائك يتراكم دون حسم ولا خيارات
اما الشاعر اللبناني “شربل داغر” فقد تعرض في مداخلته الى موضوع الترجمة بوصفها إشكالية كلية لا قطاعية “، وقال ان هذا الموضوع بقي شائكا يتراكم دون حسم ولا خيارات في كل الندوات التي تنظم من بلد الى آخر وانه منذ مشاركته في اول ندوة منذ عقود لم يجد تقدما في معالجة الاوجه المختلفة لهذه الاشكالية وخاصة سلطان اللغة بمعنى ان العرب يترجمون ويحسنون الترجمة ولكنهم لا يتمكنون من اشاعة هذه الترجمة لتصبح متداولة ومتفقا عليها خاصة في غياب مؤسسات وسياسات تحرص على ذاك. وأضاف داغر:”منذ ثلاثينيات القرن الماضي ظهر مترجمون ومن بينهم محمود احمد تيمور الذي قدم مقترحا لمجمع اللغة العربية بالقاهرة وصدر له معجم الحضارة وضمن هذا المعجم يوجد مقترح من المصطلحات الخاصة بالفنون التشكيلية مثل “المنمنمة” و”الوضعة” و”المرسم” و”الرسم البارز”.  ونحن اليوم نحتاج الى جمع  هذا الكم الهائل من الالفاظ الاصطلاحية الخاصة بالفنون والتي قد نجدها في الصحف يترجمها صحفيون ونقاد كما اتفق لهم”
وأشار داغر الى ان المترجم يكتشف انه للغة العربية عقل مدبر على خلاف بقية اللغات وهو الاشتقاق وتأسف لاننا في العالم العربي لا ندرس الفلسفة ولا الجمالية الا بمقدار حتى انها غير موجودة في اغلب جامعاتنا.                                   وبيّن داغر ان بشر فارس اقترح سنة 1948 لفظ “منمنمة” واقرّه مجمع اللغة العربية و”النمنمة” هي الخط الدقيق والناعم اما هو فيقترح تعويضه بمصطلح  “مزوّقة ”

المصطلح لا يكون مصطلحا إلا اذا تم التوافق عليه

هذه المداخلات تبعتها حصة نقاش فيها الكثير من الحماس للمواقف ورفض الرسام عبد الحميد عمار مثلا اقتراح شربل داغر تعويض “منمنمة ب مزوّقة” لان “منمنمة”  تعبر اكثر عن الجزئيات الصغيرة جدا التي يرسمها الفنان. ولاحظ له الدكتور محمد المديوني ايضا ان المصطلح لا يكون مصطلحا إلا اذا تم التوافق عليه وأصبح متداولا ودعا الى تجنب الاغراب في استعمال المصطلحات واستخدام  المصطلح أحادي المعنى. وبين المديوني كيف ان اللغة العربية تبقى مستباحة في طريقة تدريسها والتعامل معها
لاحظ الدكتور توفيق العلوي مدير عام معهد تونس للترجمة انه توجد اجتهادات فردية لصناعة المصطلح ولكن وضع المصطلحات من اختصاص مؤسسات ومعاجم وهنالك مصطلحات تعيش في الكتب وأخرى استعملها الفنانون فتم تداولها         
ودافع الدكتور شربل داغر عما قدمه في مداخلته واعتبر جملة الاسئلة التي تقدم بها الجمهور تهما لا صحة لها وقال انه  كتب 60 كتابا من بينها 20 في الفن الاسلامي والعربي الحديث وانه يرى ان مصطلح “منمنمة” غير مناسب للصورة المتحدث عنها وانه قال هذه الملاحظة منذ اكثر من 20 سنة ولم ينتقده احد


Spread the love

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *