احتضنت مدينة طبرقة يومي 30 و31 ماي الجاري فعاليات الدورة الرابعة من الأيام الوطنية لطب الأورام بالشمال الغربي، وذلك بتنظيم من مركز الأمراض السرطانية بجندوبة، وتحت إشراف الجمعية التونسية لطب الأورام (STOM).وشهد هذا الحدث العلمي حضور عدد هام من الأطباء والخبراء في مجال الأورام، كما مثّل الملتقى مناسبة لتسليط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه مراكز الأورام الجهوية في دعم المنظومة الصحية، وتعزيز تكافؤ الفرص في الحصول على الرعاية الطبية بين مختلف الجهات.
واكد المدير الجهوي للصحة بجندوبة خليل الغنجاتي ان الهذه الدورة تعد فرصة تجمع نخبة من الأطباء والباحثين المتخصصين في مجال الأورام السرطانية، بهدف الى تبادل المعرفة والخبرات، واستعراض أحدث التقنيات والعلاجات المتاحة عالميًا.مشيرا في نفس السباق الى ماشهده المستشفى الجهوي بجندوبة خلال الفترة الأخيرة من تطورًا لافتًا في عدد من أقسامه الطبية،و مع تحقيق نقلة نوعية خاصة في قسم جراحة الأورام الذي تم افتتاحه في نوفمبر الماضي.و تم تعزيزه بقاعات عمليات خاصة به، مما ساهم في تحسين نسق العمل دون الاعتماد على قاعات العمليات العامة بالمركز، وهو ما اعتبره الإطار الطبي تقدما كبيرا في مجال طب الأورام بالجهة.ويوفر إقامة للمرضى بـ 15 سريرا.
وقالت الدكتورة نجاة محجوب الأستاذة الجامعية ورئيس القسم ان اللقاء كتسي بعدًا وطنيا في ظل التحديات التي تواجهها المناطق الداخلية، حيث يسعى المنظمون إلى تعزيز التنسيق بين الأطباء والمراكز الجهوية، وتطوير طرق التكفل بالمرضى بما يتماشى مع خصوصيات الجهات التي تعاني من نقص التجهيزات والموارد البشرية.واضافت ان احداث فسم علاج كيمياوي بمستشفى جندوبة يعد مكسبا للجهة ويقدم الفحوصات التجميلية وإيواء المرضى وإجراء العمليات وتقريب الخدمات من المرضى بجهة جندوبة وجهة الشمال الغربي عامة ويقوم القسم بمختلف طاقمه الطبي و شبه الطبي بحملات التوعية وتحسيسية والتقصي المبكر ضد الأمراض السرطانية.ويضم العديد من لاختصاصات , على غرار , الإشاعة , والعلاج الكيميائي , وقسم البيولوجيا وقسم الاشاعة . كما ستقطب المركز الإقليمي للأمراض السرطانية يوميا بحسب نفس المصدر حوالي 80 مريضا من مختلف ولايات الشمال الغربي
ومن جانبها اشارت راانية الفهري طبيبة مختصة في مرض الأورام بالمركز الإقليمي لمعالجة السرطان بجندوبة ان هذا الحدث السنوي أصبح موعدًا قارًّا في أجندة اللقاءات الطبية الوطنية، ويُعد فرصة لتلاقي نخبة من الأطباء المختصين والباحثين والخبراء في مجال الأورام من مختلف الجهات، بهدف لمناقشة المستجدات العلمية في تشخيص السرطان وعلاجه، إضافة إلى تبادل التجارب الميدانية بين مختلف الهياكل الصحية، لا سيما في ولايات الشمال الغربي.كما أكدت السيدة رانية أنه تم افتتاح قسم خاص بالعلاج الكيميائي بمستشفى جندوبة، في إطار تعزيز خدمات الرعاية الصحية بالجهة. ويمثل هذا المشروع نقلة نوعية في مسار التكفل بمرضى السرطان، الذين كانوا في السابق يضطرون إلى التنقل إلى العاصمة لتلقي العلاج، الأمر الذي كان يشكل عبئًا نفسيًا وماديًا كبيرًا عليهم. ومن شأن هذه المبادرة التخفيف من معاناة المرضى وتحسين جودة حياتهم بشكل ملحوظ.
وشدد الدكتور غازي الجربي رئيس جمعية نوران للوقاية من الأمراض السرطانية على أهمية الكشف المبكر للسرطان والذي ساهم في تحسن نتائج العلاج ورفع معدلات نسب الشفاء، وتقليل المضاعفات، ورفع جودة الحياة، وتقليل التكلفة الاقتصادية، لافتًا إلى أن المبادرات الحالية الكشف المبكر عن السرطان أصبحت تشمل أنواعا أخري مثل سرطان البروستاتا، وسرطان القولون، وسرطان الكبد.
وفي الختام أكد المشاركون في الجلسة، على ضرورة مواجهة التحديات المتعلقة بعلاج مرضي السرطان،وأكدوا على أهمية زيادة الوعي حول كيفية رعاية المرضى في ظل هذه التحديات، كما اشاروا إلي الأدوات التي يمكن استخدامها لمواجهة هذا الوضع الراهن مثل تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في الأبحاث السريرية، وتدريب الكوادر المختلفة علي استخدام هذه التقنيات الحديثة لمواجهة تلك التحديات،
.