عالمية

استقلال دفاعي أوروبي.. هل بدأ العد التنازلي لانهيار الناتو؟.

Spread the love

يواجه حلف الناتو تحديات غير مسبوقة في ظل تصاعد الحديث عن استقلال دفاعي أوروبي، وهو ما يثير تساؤلات بشأن مستقبل الحلف ودوره في المشهد الأمني العالمي.في الوقت الذي تستمر فيه الحرب في أوكرانيا، يبدو أن أوروبا تسعى إلى إعادة رسم سياستها الدفاعية بعيدًا عن المظلة الأميركية، لكن إلى أي مدى تستطيع القارة العجوز تحقيق هذا الطموح دون أن تدفع ثمنًا استراتيجيًا باهظًا؟.رهان أوروبي محفوف بالمخاطرتسعى بعض الدول الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا وألمانيا، إلى تعزيز قدراتها الدفاعية بشكل مستقل عن الولايات المتحدة. رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أعلن خلال قمة لندن لحلفاء أوكرانيا عن نية بلاده تقديم خطة سلام للولايات المتحدة، مشددًا على ضرورة إنهاء الحرب، لكنه في الوقت ذاته أكد التزام لندن بتقديم مزيد من الدعم العسكري لكييف، بل وطرح إمكانية إرسال قوات إلى أوكرانيا تحت ذريعة “حفظ السلام”.هذه التصريحات عكست تناقضًا في الموقف الأوروبي، حيث تحاول القارة إيجاد توازن بين دعم أوكرانيا وعدم الانزلاق إلى مواجهة مباشرة مع روسيا.وهنا يرى الباحث في العلاقات الدولية حسان القبي خلال حديثه لبرنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية ان : “أوروبا لا تريد إنهاء الحرب دون تحقيق مكاسب استراتيجية ضد روسيا، لكنها إن واصلت هذا النهج مع تراجع الدعم الأميركي، فقد تجد نفسها أمام خسارة استراتيجية كبرى”.

موسكو تحذر والناتو في مفترق طرقلم يتأخر الرد الروسي على المقترحات الأوروبية، حيث وصف وزير الخارجية سيرغي لافروف الحديث عن إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا بأنه “غطرسة”، محذرًا من أن ذلك قد يؤدي إلى صراع مباشر بين روسيا والغرب.وأضاف أن “واشنطن تسعى لإنهاء الحرب بينما أوروبا تدفع باتجاه استمرارها”، وهو ما يعكس اختلافًا جوهريًا بين التوجهين الأميركي والأوروبي. هذا التباين يضع الناتو في موقف حرج، فبينما تعتمد أوروبا على الحلف كضامن لأمنها، فإنها في الوقت ذاته تتحدث عن استقلالية دفاعية، وهو ما قد يؤدي إلى تفكك تدريجي للحلف إذا لم يتم توحيد الرؤى بين ضفتي الأطلسي.ترامب وسياسة الصفقات.. متغير جديد في المعادلةفي ظل هذه التوترات، ساهمت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في تغيير المشهد بالكامل. يشير القبي إلى أن “ترامب كرجل أعمال ينظر إلى النزاعات الدولية من منظور الصفقات، وليس منطق المواجهات الطويلة”، مضيفًا أن “استراتيجيته ستكون قائمة على إبرام اتفاق شامل مع موسكو، وهو ما قد يضع أوروبا في موقف صعب إذا لم تكن جزءًا من هذه التسويات”.ويرى القبي أن “خطة السلام التي يتحدث عنها ستارمر يجب أن توجه إلى روسيا، وليس للولايات المتحدة، لأن مفتاح إنهاء الحرب يكمن في موسكو وليس واشنطن”.أخبار ذات صلة


Spread the love

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *