تنثظم يوم الأحد 29 ماي 2022-س9.00 بالمركب الشبابي سانية الباي بقابس ندوة الإقلمـــــــــية حول “العنف في الوسط المدرسي: ‘مشروع المدرسة’ حلاّمن أجل مدرسة مسـؤولة ‘ذكـيّــة’ ذات اعتبار
العنف في الوسط المدرسي أنواع: تربوي-تعليمي (الأولياء تجاه أبنائهم، المدرسون تجاه تلاميذهم)، تلمذي (التلاميذ تجاه مدرسيهم أو في ما بينهم)، ‘خارجي’ (غرباء أو أولياء تجاه الإطار التعليمي)، سبرني (الأنترنات تجاه التلاميذ). وهو معنوي-نفسي (احتقار، تجاهل، تقزيم، تهكم، إشارات عدوانية…) و/أو لغوي (شتم، نبز، تحقير، اتهام…) و/أو مادّي (ضرب، قتل…).
وتترتّب عن العنف مخلّفات ضارّة لنفسية الطفل تعيق تحصيله واندماجه الاجتماعي المواطني: اضطرابات نفسية وعاطفية تواصلية وسلوكات منحرفة (اكتئاب، ضعف التركيز، فقدان الثقة في النفس، نظرة سوداوية للحياة، انفعالية، إدمان، انعزال، غياب الحسّ الأخلاقي وعدم احترام القوانين والأعراف الاجتماعية…
وقد استفحل العنفي المجتمعي بأنواعه خلال العشرية الأخيرة وبرز بصفة جليّة ومتسارعة في المؤسسات التربوية بدرجة تعكس مدى الخطر الذي بات يتهدّد كيان الأمّة ومستقبل البلاد وتؤشّر على بلوغ منظومتِنا التعليمية خاصة التربويّة-القِيمية المجتمعية-التربويّة عموما حالة الحلقة المفرغة.
ويُعزى ذلك إلى الاضطراب السّيكو-اجتماعي الذي ضرب المجتمع على مراحل مع عولمة الاتصال وتكنولوجياته والزلزال السياسي الذي شهدته البلاد في 2010-2011 والانفلات السلوكي الذي خلّفه وعصف بالاستقرار المجتمعي وخلخل الوحدة الوطنية.
كما أنّ غياب رؤى سياسية تنموية وتربوية وتعليمية أزمن الأزمة القيمية-المجتمعية والتربوية، وبالتالي التعليمية؛ فأضحت مدارسُنا تربة خصبة للعنف بتمظهراته النفسية والمادّية من جميع الجهات (أولياء، غرباء عن المدرسة، تلاميذ…)، فلم يسلم الإطار التربوي ولا التلاميذ ولا الإداريون من هذا الغول.
إلا أنّ الإصلاحات التنموية والتعليمية (بدءً بوضع رؤاها) تمتد على سنوات في لحظة لم تعد تحتمل مزيد التأخير. وتُعتبر التعبئة المجتمعية للحدّ من آفة العنف في المدرسة والمجتمع ضرورة جماعية حتمية. وقد سبَق التشريع لبعث “مشروع المدرسة” بالمدارس والمعاهد دون تفعيل يذكر.
وبادرت المنظمة التونسية للتربية والأسرة بإطلاق برنامجًا إطاريّا مفتوحًا تحت عنوان “إليك يا مدرستي” يهدف إلى:
إعادة الاعتبار للمدرسة العمومية وللمدرّس،
إرجاع الروح للحياة المدرسية
تأهيل الفضاء المدرسي وجعله فضاءً بيئيًّا رقميّا آمنًا تربويا بامتياز: مواطِني، تعليمي، إدماجي، تدريبي، تمكيني بالفكر النقدي والمبادرة والابتكار.
وشرعت في حملة ضدّ العنف في الوسط المدرسي مكوّناتها ندوات وورشات وعمليات اتصالية (ومضة و’دعوة’ “مدرستنا مشات، ناقْفولها” وتدخلات في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي…) والدعوة إلى تفعيل “مشروع المدرسة” عبر تركيزه في إعدادية شطرانة2 (سُكّرة-أريانة) بنجاح أثبت أنّه الطريق المنهجي والقانوني والجماعي الناجح لوضع حدّ لظاهرة العنف كمنطلق أساسي لإصلاح المنظومة التعليمية وإرجاع المدرسة إلى سالف عهدها ونجاعتها، على اعتبار أن جمع الأسرة التربوية في إطار المشروع يربط الصلة بين أطراف العملية التعليمية والتربوية ويحقق ‘عودة الحياة’ للفضاء المدرسي.
الإطار العام لـ”مشروع المدرسة”
ويقوم المشروع –مفاهيميا ومؤسساتيـا- على:
حتميّة ردّ الاعتبار للمدرسة
اتفاقية الشراكة بين وزارة التربية والمنظمة التونسية للتربية والأسرة
“مشروع المدرسة”
برنامج “تعصير المؤسسات التربوية” لوزارة التربية.
أهداف “مشروع المدرسة”
ويهدف”مشروع المدرسة” إلى:
بناء طموح جماعي للارتقاء بالمدرسة
انفتاح المدرسة على محيطها وتنمية الشراكات وتعبئة الموارد
تأهيل الفضاء المدرسي
تأطير التلاميذ وإيقاف نزيف التسرّب المدرسي
تشجيع المبادرة والابتكار
حمايتهم من الأخطار الخارجية
تنشيط الحياة المدرسية (إحداث النوادي الثقافية)
دعم قدرات التلاميذ ذوي صعوبات التعلّم
تبسيط أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة
إشاعة السلوك الحضاري والمواطَنة البيئية.
الآليات
وتتمثل الآليات المقترحة لتجسيم “مشروع المدرسة” في:
فرع للمنظمة التونسية للتربية والأسرة بالمؤسسة
مشروع ثقافي-تربوي-تنشيطي مدْرسي (بالإضافة إلى التعليمي النظامي)
نادي ثقافي (مواطنة، بيئة، تطوع…)
تأطير من خريجي الجامعة عن طريق آلية الخدمة المدنيّة
تخصيص فضاء للإنصات وللساعات الجوفاء ولحصص دعم التلاميذ ذوي صعوبات التعلم
برنامج جماعي لصيانة المؤسسة.
برنامج الندوة
الساعة العنوان المتدخّل
9.00 استقبال وتسجيل
9.30 افتتاح كلمة رئيس المكتب الجهوي بقابس أ. حسام التلمودي
كلمة رئيس المنظمة أ. محمود مفتاح
كلمة المعتمد الأول المكلف بتسيير ولاية قابس السيد صابر البنبلي
كلمة المندوب الجهوي للتربية، أ.لطفي الشيباني
10.00 مداخلة أولى حول العنف في الوسط المدرسي د. جميل الزّغلّ، مختص في علوم التربية
10.20 مداخلة ثانية حول العنف في الوسط المدرسي السيدة مريم كريّم، أخصّائية نفسية بالمندوبية الجهوية للتربية بقابس
10.40 راحـــــة قهوة
11.10 “إليك يا مدرستي… ردّ الاعتبار” أ.عامر الجريدي، كاتب عام المنظمة التونسية للتربية والأسرة
11.30 مشروع المدرسة، إعدادية شطرانة2 نموذجا أ.مفيدة الطبوبي، عضو المكتب الوطني، رئيسة مكتب أريانة
11.50 نقاش المشاركون
12.50 اختتام
13.00 غـــــداء