الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والعاهل البحريني حمد بن عيسى الخليفة
© أ ف ب/ أرشيف
نص بوعلام غبشي
تحضر مجموعة من الدول العربية مؤتمر البحرين المنعقد الثلاثاء في المنامة، والذي تطرح فيه الولايات المتحدة ما عرف بـ”صفقة القرن” في إطار المساعي الأمريكية الجديدة لتسوية القضية الفلسطينية، إلا أنها ووجهت بالرفض من الفلسطينيين أنفسهم. فمن هي الدول العربية المشاركة في هذا المؤتمر؟
تشارك مجموعة من الدول العربية في مؤتمر البحرين المنعقد الثلاثاء في المنامة، رغم الضغوط الممارسة على حكوماتها من قبل الشارع العربي الذي ينظر بعين سلبية إلى هذا المؤتمر، معتبرا إياه لا يخدم القضية الفلسطينية، لا سيما وأن المعنيين بها أنفسهم قرروا مقاطعته.
السعودية
نجد في مقدمة الدول التي تشارك في المؤتمر السعودية، حيث كانت من البلدان الأولى التي تبنت الخطة الأمريكية، أو ما يعرف بـ “صفقة القرن”، رغم تأكيدها على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير أنها لا تقرر محل الفلسطينيين. وقال الجبير في مقابلة مع فرانس24 إن الفلسطينيين “هم أصحاب القرار الأخير، لأنها قضيتهم، وما يقبلونه يقبله الجميع”.
وبرر الجبير المشاركة في المؤتمر أنه من باب الترحيب بكل ما يمكن أن يحسن المستوى الاقتصادي للفلسطينيين. “أعتقد أن كل ما يحسن ظروف معيشة الفلسطينيين ينبغي الترحيب به، ولكن العملية السياسية بالغة الأهمية” يشدد الوزير السعودي. كما أكدت الرياض أن مشاركتها “استمرارا لمواقفها الثابتة والداعمة للشعب الفلسطيني، ولما يحقق له الاستقرار والنمو والعيش الكريم، ويحقق آماله وطموحاته”.
الإمارات
على غرار السعودية، كانت الإمارات من البلدان العربية التي عبرت عن ترحيبها بالمشاركة في المؤتمر. واعتبرت أنها تأتي بناء على “موقفها السياسي بشأن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”.
وكانت أبوظبي أكدت في بيان لها أن “الإمارات وإذ ترحب بورشة السلام من أجل الازدهار، لتؤكد موقفها السياسي بشأن قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية”، في تبرير منها لمشاركتها في مؤتمر المنامة، موضحة أن “ورشة العمل –في المنامة- تهدف إلى رفع المعاناة عن كاهل الشعب الفلسطيني وتمكينه من العيش والاستقرار والعمل لمستقبل مزدهر”، بحسب تعبيرها.
مصر
جاء إعلان مصر مشاركتها في المؤتمر متأخرا. وفي تعليل من القاهرة لهذه المشاركة، قال وزير الخارجية سامح شكري: “إن منتدى البحرين يأتي في إطار طرح من الولايات المتحدة للجهود المبذولة للتوصل لحل نهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ونتوقع أن يصدر بعده المكون السياسي”.
وأكد في ذات السياق أن: “الحل لابد أن يرتكز على مكون سياسي متصل بمقررات الشرعية الدولية والمبادرة العربية لحل الدولتين”. وكانت القاهرة أعلنت مشاركتها في المؤتمر على لسان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد حافظ، الذي أشار إلى أن بلاده في المؤتمر بوفد يرأسه نائب وزير المالية.
الأردن
يحضر الأردن بدوره لهذا المؤتمر ممثلا بأمين عام وزارة المالية، عبد الحكيم الشبلي رغم الانتقادات الداخلية لهذه المشاركة، والتي يرى فيها رسالة تبسط “موقف الأردن الراسخ والواضح، بأنه لا طرح اقتصاديا يمكن أن يكون بديلا لحل سياسي، ينهي الاحتلال ويلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق”.
وتعتبر المملكة الهاشمية أن “الأردن سيتعامل مع أي طرح اقتصادي أو سياسي وفق مواقفه الراسخة، فيقبل ما ينسجم معها ويرفض أي طرح لا ينسجم مع ثوابته، وسيستمر في العمل والتواصل مع المجتمع الدولي وتكريس كل علاقاته وإمكاناته لحشد الدعم لمواقفه ولدعم الحق الفلسطيني.”
المغرب
أما المغرب، فقد أعلن مشاركته في مؤتمر المنامة في وقت متأخر من يوم الاثنين. وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي قال في وقت سابق، أن “موقف المغرب من المشاركة في ورشة المنامة، سيتم التعبير عنه في الوقت المناسب”.
واعتبرت الرباط في بيان أن “هذه المشاركة تأتي انطلاقا من الموقف الثابت والدائم للمملكة المغربية من أجل حل دولتين، تتعايشان جنبا إلى جنب في سلام واستقرار، يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة على حدود 4 يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
وشهد المغرب مظاهرات شعبية رافضة للمشاركة في المؤتمر، نظمت إحداها في الرباط الأحد، وشاركت فيها حشود كبيرة من المتظاهرين، الرافضين للمشاركة المغربية والعربية عموما في “صفقة القرن”.
وتحاول الولايات المتحدة إقناع الطرف الفلسطيني والأطراف العربية الأخرى بجدوى الخطة، التي تطرحها، حيث تركز في مرحلة أولى على الجانب الاقتصادي الذي ستخصص له 50 مليار دولار، تساهم فيه دول الخليج، الجزء الأكبر منه ينفق في الاستثمار بالأراضي الفلسطينية، والجزء الآخر بالبلدان المجاورة التي تستضيف لاجئين فلسطينيين كلبنان والأردن.
لكن القيادة الفلسطينية ترفض هكذا خطة، وتعتبر أن الحل يبدأ بما هو سياسي بالدرجة الأولى. وقال عباس في تصريح بهذا الخصوص: “مشروع المنامة هو من أجل قضايا اقتصادية، ونحن بحاجة إلى الاقتصاد والمال والمساعدات، لكن قبل كل شيء هناك حل سياسي، وعندما نطبق حل الدولتين ودولة فلسطينية على حدود 67 بحسب قرارات الشرعية الدولية، عندها نقول للعالم ساعدونا.”
بوعلام غبشي