انعقدت الجامعة الصيفية الثالثة للحركات الاجتماعية تحت شعار مركزي: تنوّع – صمود – تضامن” أيام 7 و8 و9 سبتمبر 2018 بمدينة سوسة بإشراف المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والتنسيقية الوطنية للحركات الاجتماعية وحضور الاتحاد العام التونسي للشغل ومشاركة أكثر من 150 فردا يمثلون الحركات الاجتماعية والشبابية والديناميات المحلية والمهاجرين الأفارقة المقيمين بتونس والجامعيين والمحامين والمنظمات والجمعيات وتنوّع البرنامج بين جلسات عامة وورشات وانشطة ثقافية تناولت محاور الهجرة والسياسات الشغلية والتشغيل الهش واتفاقية التبادل التجاري الحر والمعمق والعلاقة مع القوى المدنية والسياسية وغيرها من المحاور إضافة الى عرض اشرطة وثائقية.
يأتي انعقاد هذه الدورة في ظرف سياسي مأزوم وخانق واحتقان اجتماعي كبير نتيجة تخلي الدولة عن دورها في ضمان الحقوق الأساسية للمواطنين من شغل وصحة وتعليم وتنمية وبيئة سليمة نتيجة نفس السياسات الفاشلة وتسارع تطورات مصالحة النظام مع الفساد والتطبيع معه وسيطرة اللوبيات والمصالح الفئوية والخضوع للإملاءات الخارجية مع مواصلة محاصرة المطالب الاجتماعية وعزلها وتجريم نشطائها وملاحقتهم قضائيا.
ان هذه السنة السياسية 2017 /2018 كان سنة الانتهاكات بامتياز للحق في التظاهر والاحتجاج فعوض ان يساق للمحاكم الفاسدون وناهبو المال العام وبارونات الاقتصاد الموازي والتحيّل الجبائي فان قاعات المحاكم وبإرادة سياسية فتحت أبوابها لمناضلي الحركات الاجتماعية وكل المطالبين بالحق في الشغل والماء والتنمية والبيئة.
لقد كانت النقاشات في هذه الجامعة صريحة ومباشرة مع وعي المشاركين بضعف التنسيق بين الحركات الاجتماعية المختلفة وتزايد عزلة بعضها وضرورة تجاوز نقائصها وانغراسها في محيطها المحلي وانفتاحها على كل القوى الاجتماعية والمدنية والسياسية المساندة لنضالاتها ومطالبها.
ان المشاركات والمشاركين في الجامعة الصيفية الثالثة للحركات الاجتماعية يؤكدون على:
• ان البديل التنموي المنشود ليس مجرد شعارات ترفع بل هي قطيعة جذرية مع السياسات السابقة وإملاءات المانحين من اجل سياسات اقتصادية واجتماعية ناجعة تحقق الكرامة والعدالة الاجتماعية
• ان المفاوضات الغامضة حول “مشروع اتفاق التبادل التجاري الحر والمعمق” تحمل الينا كارثة جديدة لما تبقى من سيادتنا الوطنية ومن مقومات اقتصادنا الوطني وستكون مدمرة لمستقبل الأجيال الحالية والقادمة
• دعوة الحركات الاجتماعية والديناميات الشبابية في كل الجهات على تنوعها الى تشكيل تنسيقيات جهوية ومحلية للحركات الاجتماعية تكون إطارا للتشبيك والتضامن والنضال المشترك ومنفتحة على المنظمات والجمعيات وكل الطاقات المناضلة في افق التحام كل الطاقات ميدانيا دفاعا عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
• تهنئة اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين على نجاح مؤتمره وانتخاب مكتبه الوطني الجديد باعتبار ان هذه المنظمة المناضلة من الروافد الأساسية للحراك الاجتماعي
وايمانا بكونية حقوق الانسان التي لا تتجزأ يدين المشاركون في الجامعة الصيفية مع يتعرض له المهاجرون المقيمون في تونس من انتهاكات اقتصادية واجتماعية واعتداءات عنصرية ويدعون الى ضمان حقوقهم التي يكفلها الدستور التونسي والمواثيق والعهود الدولية.
يدعون الى مزيد التشبيك والتضامن الميداني بين مختلف المكونات الاجتماعية والمدنية ضد موجة المحاكمات التي ستطال نشطاء الحركات الاجتماعية والتي ستشهدها أروقة المحاكم مع عودة السنة القضائية ويطالبون بإطلاق سراح البحارة التونسيين المحتجزين في إيطاليا لان عمليات الإنقاذ في البحر المتوسط ليست جريمة.
ان مختلف الديناميات الاجتماعية والشبابية المناضلة وحزامها النقابي والحقوقي والمدني التي تلتقي على رفض السياسات العمومية للدولة ولخيارات الحكومات المتعاقبة تؤكد على ان الفعل المقاوم لهذه السياسات ستكون له تمثلات جديدة وانطلاقة متجددة بتشبيك أوسع وبسيناريو لن يتكهن احد بمآلاته.