وطنية

مسرحية « القادمون » لسامي النصري ضمن فعاليات الدورة 54 لمهرجان الحمامات الدولي

Spread the love

مسرحية « القادمون » في عرضها الثاني تقترح فعل المواجهة لتجاوز أزمة علاقة الفن بالواقع بمناسبة احتفائه بذكرى 50 سنة على تأسيس فرقة الكاف ، قدّم مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف مساء الجمعة   13 جويلية 2018 ،ضمن فعاليات الدورة 54 لمهرجان الحمامات الدولي  عرض  لمسرحية « القادمون » عن ” ديوان الزنج” لعز الدين المدني ، إخراج سامي النصري ، دراماتورجيا سامي النصري ورياض السمعلي وبمشاركة ركحية لكل من المنجي الورفلي وهيفاء الطويهري وناجي الشابي ومحمد السعيدي وزهير عروم ومحمد سليمة وشوقي سالم وسوار عبداوي وسيف الدين شارني ، سينوغرافيا عمر علوي.

يطرح هذا العمل من خلال استشراف أحداثااجتماعية وسياسية جدلية دور الفن في تغيير الواقع والقدرة على الصمود أما سيل الرداءة وفيضان طوفان الفساد وانحسار سبل الحياة واختناق العمل الفني الحر ، من خلال تجربة مريرة تعيشها فرقة مسرح الشمس ، التي تنتهي بقرار حل الفرقة وغلق المقر يبرز العمل عبر التشخيص المتواتر لوضعيات نفسية واجتماعية وسياسية متأزمة عمق المأساة التي يعيشها المبدع في بلد على مشارف انقلابات ومظاهرات وفوضى ، حيث يفشل الفعل المسرحي في تغيير جزء كبير من هذا الواقع وهذه الأزمة التي تتفاقم لترمي بضلالها على أعضاء الفرقة الباحثين في مسرح جاد وفعل فني عميق لا يستسلم لما يطلبه السوق وما تحدده الأيادي المتاجرة بالفن والباحثة عن الربح السريع. هو تحدّ لأنفسهم في المقام الأول ،

تميّز نص مسرحية « القادمون » بكثافة المعاني ، في موازنة بين خطاب مباشر يصف اللحظة الراهنة ومشاهد من نص عز الدين المدني الذي يعود بنا إلى القرنين الثالث والرابع للهجرة ، حين ظهر المختلف ليقاوم رفض الآخر له. تطرح ثورة الزنج كحدث تاريخي وسياسي يبرز تلك العلاقة بين الحكم العباسي والحاكمين الجدد وحيلة الحاكم في كبح حوار التغيير.

اقترح سامي النصري في مسرحية « القادمون » رغم سوداوية  الطرح حلاّ واحدا ووحيدا لتجاوز أزمة الحاضر ، وهو المواجهة وعدم الاكتفاء بالسلبية في التعامل مع الواقع مهما كانت حدّة بؤسه ، وفتح نوافذ للأمل  بالإصرار على فعل المقاومة والدفاع عن الحق في العدل الاجتماعي بين الناس.


Spread the love

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *